أكيد..نزاهة على المحك بعد أن تشابه البقر علينا
نيسان ـ نشر في 2016/05/21 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات
منذ ظهور برنامج "أكيد.. مرصد مصداقية الإعلام الأردني" انهمك في رصد ومراقبة الساحة الإخبارية المحلية، وغايته في ذلك المساهمة في دعم وحماية حق المجتمع في المعرفة، إلى جانب المساهمة في مساعدة وسائل الإعلام على تحسين جودة المحتوى والأداء الإعلامي، وصولاً إلى حالة صحية في تناول الاخبار وطريقة معالجتها.
نجح البرنامج في تصوبت عشرات الأخطاء، من خلال متابعة مصداقية ما ينشر ويبث في وسائل الإعلام الأردنية من مواد إخبارية، عبر إخضاعها لقواعد العمل المهني، ومدى التزام وسائل الإعلام بمعايير جودة المعلومات والممارسات الفضلى؛ وهو ما ذكّر الصحافيين بأن هناك من يراقب ويرصد، فشكل مع الايام إطارا قانونيا واخلاقيا ناعما للمجال الاعلامي من دون ضجيج.
راكم "أكيد" رصيده في تتبع الاخطاء والهنات الصحافية، وهو بذلك يسعى لوضع الصحافي على سكته الحقيقية، بعد ان تقاذفته مهمات عديدة أثرت على طبيعة منتجه الصحافي وتضعضعت مكانته في المجتمع لاعتبارات متعلقة بالصدق والموضوعية والنزاهة.
ولأننا معنيون بتكريس "أكيد" مظلة جادة- يسعى في رؤاه ومحاكماته الى "إثراء الثقة العامة في المجتمع الأردني، استنادا إلى مبادئ المصداقية وقيمها، بإدخال ممارسات إعلامية ومهنية جديدة، تدعم حق المجتمع في المعرفة ومساعدة وسائل الإعلام في تحسين جودة المحتوى الإعلامي، وهو بذلك يتماهى و فلسفة ومنطق الصحافة العالمية- فاننا نقلق كثيراً اذ ما ابتعد البرنامج عن جادته.
وحتى لا يكون كلامنا نفحاً في الهواء، فقد تناول "أكيد" معالجات وتغطيات الصحف لأزمة نقابة الصحافيين، بعد ان ردت الهيئة العامة التقرير الإداري تحت عنوان "خلافات في اجتماع “نقابة الصحفيين”.. كيف تغطي الصحافة الأخبار التي تخصها؟".
وكان موقع نيسان ضمن سلة خيارات أكيد، سيما وأنه اي الموقع انفرد في إجراء حوار مع الصحافي ركان السعايدة حول ارتدادات الأزمة وآثارها على الجسم الصحافي.
اعتبر (أكيد) ان لغة المقابلة منحازة، من دون ان يؤشر إلى موطن الانحياز صراحة، مكتفياً بإصدار حكمه باقتضاب غير مبرر، فضلاً عن إسقاط اسم السعايدة من العنوان ليصبح وكأنه يحمل رأي المؤسسة، لا رأي صاحبه، لينتقده تالياً باعتباره "منحازا"، حيث صنف أكيد اللغة في العنوان بالمنحازة.
الطريف أيضاً، في نقد "أكيد" انه عاب على نيسان غياب الرأي الآخر في المقابلة، إذ سحب الانحياز الأول على المحتوى الذي رآه "اقتصر على رأي دون باقي الآراء".
وهل تحتمل المقابلة الصغرى رأيا آخر غير رأي الشخصية الرئيسية بها يا أكيد؟.
حتى لا يتشابه البقر علينا نرجوكم علموا موظفيكم في أكيد ان اختلاف النوع الصحافي يتبعه بالضرورة اختلاف في معايير المحاكمة ومرتكزاتها.
علموهم أيضاً ان المقابلة الصغرى تكون مع شخصية واحدة، تتميز بامتلاكها المعلومة او تفسيرا غنيا بتفاصيله حول موضوع طارئ، يطرح حوله الشارع جملة من الأسئلة.
أليس هذا ما تمارسه الصحافة العالمية وهو ذاته ما يدرّسه الأستاذ الدكتور جان كرم لطلابه في معهد الإعلام الاردني.
نقول هذا لأننا نريد ان يبقى أكيد رافعة حقيقية للجميع، يحتكم في منهجيته إلى معايير ثابتة لا شية فيها او غموض، فيحصن أدواتنا الإعلامية ويحميها من أي انزلاق. لا نريد أن نبحث عن ولادة برنامج آخر باسم اكيد ونص.
نيسان ـ نشر في 2016/05/21 الساعة 00:00